19/04/2025

Ecrits sur Facebook

Spread the love

  لست من هنا ولن تصير من هناك

وكنت قد كاتبت صديقاً ووصفت له حالي بعد سنوات غربة عن الوطن: « أخذوا لي الكنز » يا صديقي وما زالوا « يسرقونني » .  (بالإذن من آل الرحباني). جربت التشفّع بنظرية التهجين فلم أجد غير حقيقة مرّة : أني لست من « هنا » ولن أصيرَ من  « هناك » بل أنا تائه في هذا الوسط الغامض  حيث الحيرة لا تنضب

جرجرت حقيبتي… هممت الى العبور  ولم أجدك خلفي
بقيتِ على الضفة الأخرى. فوقفتُ على الحافة المقابلة  أناديك:  تعالي لا تخافي البلل
إني أرى فيك الصفات  الجامعة للحبيبة… عشيقة وخليلة…  وبوصلة دروبي المعلّقة
تعالي بلا توجس… ننصت إلى همس الأشجار…. ونرصد النجوم ونتسلى

رفاق الأمس
حضرني غيابكم وكانت فرصة فتحت أبواب الذاكرة والذكريات.
معكم صرختُ في الوادي وغنيت في الشوارع. معاً ضحكنا وعبسنا. ومعاً ناضلنا واستقلنا وأمسينا أفراداً كلٌ في غييهِ يَقبعُ
عَبثت الغربة بالعهود والاواصر والأحلام… فأخذنا نبحث عن ذواتنا على ضفاف تقاطع الحضارات وفي سوق الانفصامات. وصرنا نبتاع خلطات الثقافات والعادات.
واستعصت أحوال على علماء النفس والاجتماع بعد أن استشرت الفرداوية وامتزجت بالحسرة الجماعية وبات واحدنا يعالج ضجيج حنينه في السرّ
كأن تدجيناً سرى… أحال الذلّ قوتاً يومياً  تشغلنا مقاومته عن الرؤية
وكأن الكلمة باتت بلا معنى ولا مبنى ولا   تشفي الغليل

أثبت اللبنانيون أن مصلحتهم واحدة وأن وحدتهم الوطنية هي التي تبلسم الجراح. وبعد حربٍ استهدفت البشر والحجر والأحلام والذكريات، جاءت مشهدية العودة الى البيوت مفرحة وتثلج القلوب. فهي علامة تشبث بالأرض وبالصمود حيال عدو يعرفه أهل الأرض جيداً. فالشعب النازح يعود بسرعة ولهفة ويثبت مرة أخرى أن كرامته فوق أي اعتبار وفوق أي دمار.   

لكن المسؤولية عظيمة على القوى السياسية قاطبة بأن تنتقل بسلوكها نحو المواطنية الصالحة التي تبني المؤسسات الجامعة. عليها، أن تدفن منطق حماية مصلحة « جماعِتنا » إلى غير رجعة. وأن تعمل بروحية وطنية لإنقاذ لبنان مما هو فيه. وأن تقوم بمراجعة عميقة للسياسات السابقة. بأن تتجه مثلاً لتعزيز رفع العلم اللبناني الواحد لا الأعلام الفئوية. ولنقول أن لبنان الوطن أكبر من طوائفه.

ومن باب المسؤولية الوطنية أن ترتفع الأصوات المؤمنة باستقلال لبنان الحقيقي وبضرورة بناء الدولة المواطنية العادلة التي تكون على النقيض من مشروع اسرائيل الاحتلالي والمنغلق على عنصريته. وأن يشتغلوا سياسة بالمعنى النبيل للعمل السياسي الذي يهتم بشؤون الحياة اليومية وحقوق المواطنين في الصحة والتعليم والعيش الكريم، والذي يتعامل مع اللبنانيين بصفتهم مواطنين لا كرعايا في طوائف ينغلقون داخل العصبيات الأهلية. 

بمثل ذلك يخرج الوطن من قدرية انتظار التسويات الخارجية إلى ابتداعها.

Facebook le 27 11 24

لا تطبيع ولا من يحزنون،

كلمة تطبيع حمالة أوجه. وهي غير صحيحة مع نظام عنصري. فلا يمكن بناء علاقة طبيعية مع نظام يعتبر الآخر في موقع الخادم له. وعلينا تفحّص الصورة التي تقدمها إسرائيل عن نفسها حاليًا. خلال العقود الماضية، فشلت جميع قرارات السلام. كما يجدر الاقرار بأن الإسرائيليين لا يريدون السلام العادل، ولا يستطيعون صنعه. هم يحملون قناعة راسخة بأن ضم الأراضي هو أمر شرعي. ويخشون أن تؤدي الحلول السلمية إلى حرب أهلية مع المستوطنين الذين سيطروا مؤخراً على الجيش. ونعرف أن مثقفينهم المتنورين، ومنهم زئيف شتيرنهيل، أن « الاحتلال والفصل العنصري في الأراضي المحتلة يسببان خرابًا أخلاقيًا ».

مشروع الدولة اليهودية لا افق له سوى تفتيت كيانات المنطقة واستدراج حروب اهلية لا تنتهي.

لبنان يدخل ما يمكن تسميته بحرب التطويع للإرادة الوطنية، وللأسف إرادتنا الوطنية الجامعة ضعيفة وتأتي في زمن استشراس الاعتداءات. وفحوى الرسائل الّتي تحملها أورتاغوس ترمي إلى زيادة الضغوط على الحكومة بقصد افتعال شروخ داخلية. لبنان الرسميّ يكتفي باتفاق الهدنة لعام 1949 ويرفض أي مقاربة سياسيّة أو دبلوماسيّة مباشرة مع تل أبيب. وهذا أمر جيد ،والانضواء تحت السقف العربي بما يخص السلام كافٍ، للحفاظ على ما تبقى من وحدة اللبنانيين.

ومن باب المسؤولية الوطنية، ومن الواجب. اعلاء الأصوات المؤمنة بالسيادة الحقيقية التي تدافع عن وحدة الشعب والأرض فبناء دولة المواطنة العادلة هي النقيض من مشروع اسرائيل الاحتلالي والمنغلق على عنصريته.
FB 2 avril 2025

الجنون يصيب بعض« المسيحيين » أو داعش جديد

بيان المؤتمر التأسيسي ل »لمحافظون الجدد – لبنان » ذكرني بتاريخ كتيبة آزوف الأوكرانية, وهي وحدة يمينية متطرفة ذات ايديولوجية متعصبة للبيض، وكانت قد تشكلت في البداية كميليشيا متطوعة ثم تم دمجها في الحرس الوطني الأوكراني.

إليكم باختصار خزعبلات البيان الذي تكلم عن « نهوض نهوض المجتمع المسيحي » وتبني الخيار الفدرالي كخيار سياسي لمسيحيي لبنان خوفاً من الويلات للشعب المسيحي في لبنان. والمجتمعون الأكابر يرفضون أشكال الذمية السياسية المفروضة على المسيحيين على حساب التمسك بهوية الشعب المسيحي ويدعون إلى دولة بعيداً عن مفاعيل اتفاق الطائف الذي بيشكل بنظرهم يشكل خطراً وجودياً على مسيحيي لبنان وغطى احتلالين السوري والحزباللهي وسيطرة السنية السياسية.

وإذ يحذر المجتمعون من خطر سقوط المجتمع المسيحي رهينة بيد اليسار العالمي (إذا حدا شافو يدلنا عليه) بأشكاله المختلفة والذي يحاول مصادرة القرار السياسي للمسيحيين والقضاء على تاريخهم ووجدانهم وهويتهم، فإنهم يعلنون تأسيس منصة سياسية لقوى اليمين في لبنان، هدفها نشر الفكر الحضاري اليميني وإرسائه دون خجل أو مواربة،احتفاءً بالتاريخ النضالي للمسيحيين عبر العصور والحفاظ على المنظومة القيمية للحضارة المسيحية …

يريدون دعم التربية والتعليم التابع للمؤسسات الكنسية ليكون بديلاً عن التعليم الرسمي.

ويريدون إخراج اللاجئين السوريين والفلسطينيين فوراً من لبنان وإعادة النظر بسائر مراسيم التجنيس ومنع منح الجنسية عبر الزواج لرعايا دول الجوار والمحيط (فقط) والابقاء على اليد العاملة ممن يرغب من السوريين الذكور .. دونما التحاق عوائلهم. والأنكى إنهم يدّعون رفض خطاب الكراهية وأي شكل من أشكال قمع إعلان الهوية الجماعية المسيحية. يريدون إقامة أفضل العلاقات مع العرب لتحصين إقتصاد المجتمع المسيحي… بما يؤمن مصالح أهله، والدفاع عن المؤسسات الإقتصادية الفاعلة ضمن المجتمع المسيحي والحفاظ على هوية أراضي المسيحيين.

ويريدون فصل القضية اللبنانية عن القضية الفلسطينية وعن سوريا.

ويتوافقون على التوجه للمجتمع الدولي وتأييدهم لخطة الولايات المتحدة الأميركية لإحلال السلام بين دول المنطقة وإنهاء الحروب ولعل هذا هو بيت القصيد.

كما يعلن المجتمعون على إطلاق النداء لحركات وتيارات اليمين في العالم من أجل إقامة تحالف دولي يجمع اليمين اللبناني و على ضرورة التواصل مع اليمين الأميركي وسائر أحزاب اليمين في القارة الأميركية ومع أحزاب اليمين الأوروبي

هذا المختصر يفيدنا فقط عن خطورة هذا الطرح الضحل لأشباه مثقفين وناشطين فاعلين اعلامياً يسعون إلى تفكيك لبنان في هذا الظرف العصيب. ولا يكفي تصريحات البطريرك الراعي وتأكيده على دور الكنيسة في تعزيز الوحدة الوطنيّة والمصالحة الشاملة في لبنان.

المسيحية براء من هولاء . المطلوب يقظة وطنية وتنقية للذاكرة.
[FB 24 mars 2025

تواضع الفئوية والتنازل لصالح فكرة وطن

أثبت اللبنانيون أن مصلحتهم واحدة وأن تضامنهم ووحدتهم الوطنية هي التي تبلسم الجراح. وبعد حربٍ استهدفت البشر والحجر والأحلام والذكريات، جاءت مشهدية العودة الى البيوت مفرحة وتثلج القلوب. فهي علامة تشبث بالأرض وبالصمود حيال عدو يعرفه أهل الأرض جيداً. فالشعب النازح يعود بسرعة ولهفة ويثبت مرة أخرى أن كرامته فوق أي اعتبار وفوق أي دمار.

لكن المسؤولية عظيمة على القوى السياسية قاطبة بأن تنتقل بسلوكها نحو المواطنية الصالحة التي تبني المؤسسات الجامعة. عليها، أن تدفن منطق حماية مصلحة « جماعِتنا » إلى غير رجعة. وأن تعمل بروحية وطنية لإنقاذ لبنان مما هو فيه. وأن تقوم بمراجعة عميقة للسياسات السابقة. بأن تتجه مثلاً لتعزيز رفع العلم اللبناني الواحد لا الأعلام الفئوية. لنقول أن لبنان الوطن أكبر من طوائفه.

ومن باب المسؤولية الوطنية أن ترتفع الأصوات المؤمنة باستقلال لبنان الحقيقي وبضرورة بناء الدولة المواطنية العادلة التي تكون على النقيض من مشروع اسرائيل الاحتلالي والمنغلق على عنصريته. وأن يشتغل الجميع في السياسة بالمعنى النبيل للعمل السياسي الذي يهتم بشؤون الحياة اليومية وحقوق المواطنين في الصحة والتعليم والعيش الكريم، والذي يتعامل مع اللبنانيين بصفتهم مواطنين لا كرعايا في طوائف ينغلقون داخل العصبيات الأهلية.

بمثل ذلك يخرج الوطن من قدرية انتظار التسويات الخارجية إلى ابتداعها.
27 novembre 2024

شعبوي شعوبي والشعبوية

من حين لآخر تظهر كلمات رنانة تصبح طنانة وينتشر استعمالها بكثافة بين الناس. وحملني الاستعمال المفرط لكلمة شعبوي على ألسنة النخب والعامة على السواء الى العودة لمراجع لكي أدقق بمفهوم الشعبوية لكي أفقه القصد من الشعبوي.

ظهرت الشعوبية مع انتكاس ديموقراطية أثينا في اليونان القديمة وانتشرت فيما بعد مع صعود أباطرةٍ الإمبراطوريةُ الرومانيةُ الذين استخدموا قدراتهم الخطابية في تحريك « الجموع ». ويعتبر يوليوس قيصر من أبرز الشعبويين.

الخطاب السياسي الشعبوي هو خطاب ديماغوجي يتماشى مع المزاج السائد. يدغدغ عواطف « الجماهير » ويميل إلى إثارة حماستها. وهو خطاب مسرحي تبسيطي يستخدم التاريخ على الدوام ويكره النخب السياسية والمالية.

صاحب الخطاب الشعوبي يعتبر نفسه أنه يمثّل الصوت الوطني الأصيل، صوت المواطن العادي والمنسي الذي تُحاك ضده المؤآمرات.

وترتفع الأصوات الشعبوية من قبل أطراف تعمل على وتر الخوف الجمعي للعصبيات وتظهر غالباً كحركات ديمقراطية وراديكالية. وتستحكم الخطابات الشعبوية بالجماهير، تزيد اللحمة فيما بينها وتقودها في مواجهة أعداء متآمرين وتحقق لها الانتصارات.

لكن المقاربة الشعبوية تنزلق على ما يُعلّم التاريخ في سلوكيات إقصائيٍّة وإلغائية وتسمح بظهور مستبدين جُدُد.
27 juillet 2021

Mon fils Raja a soutenu, le 24 octobre 2022, une thèse de doctorat en informatique, plus particulièrement de l’internet quantique. Il termine un parcours d’études remarquable et se prépare pour enseigner à l’Université de Barçalone en liaison avec le LIP6 de la Sorbonne université.

J’ai toutes les raisons de clamer ma fierté, d’autant plus que son engagement dans une spécialisation pointue, ne lui a pas fait oublier de cultiver ses autres passions: la philosophie, la musique

Merci Docteur Raja pour la joie que tu me donnes et que tu offres à ta mère Hoda, à ta soeur Yasmina et à ton frère Hadi.
25 octobre 2022

يا للوقاحة، الأحوال مزرية وأوجاع الناس لا تطاق. ولا يرتدع المتسلطون على رقاب العباد والبلاد. فها هم يحاولون عبر مشروع الموازنة ابراء ذمتهم سلفاً.

ويتحدثون عن انتخابات لتجديد شرعيتهم.

يا جماعة ، النظام الطائفي « مكربج عالآخر ». وهو غير قابل للتفعيل ما عدا انتاج الفساد والدمار. مع ذلك يصرّون على قانون انتخابي يقتل فكرة المواطنية عند اللبنانيين.

دعوني أذكركم أن العلّة تكمن في النظام الطائفي الذي عبر القانون الانتخابي ينتج قوى سياسية، وقد أ ثبتت أحزاب الطوائف عجزها على تقديم الحلول. وهي لا تتقن سوى المحاصصة الفئوية، وتعتمد سياسة مقصودة من التنصل والتعطيل أدّت في المرحلة الأخيرة إلى تعاظم الخسارة المالية والاقتصادية والاجتماعية.

برأيي أن الصدمة الايجابية الوحيدة التي تعيد الثقة للبنانيين هي بتغيير قواعد اللعبة السياسية، عبر اشراف جدي على اجراء انتخابات وفق قانون انتخابي جديد، يتنج مجلساً للشيوخ ومجلس للنواب خارج القيد الطائفي. فالقفز إلى قيام دولة المواطن يلبي الصرخات الصادقة لمن شاركوا في الهبّة الشعبية ل17 تشرين 2019 . لذا يصلح قانون الانتخاب أن يشكل علامة لكي نميّز التغييريين عن مدعي التغيير.

ثمة من قد يقول قضي الأمر، ولا مجال إلا خوض المعارك الانتخابية على أساس القانون الحالي على علّاته. لا اعتقد ذلك، لكن لنفترض، عندها، أقول لا حول ولا قوة لهذا الوطن المنهوب والمنكوب.
22 janvier 2022

صورة توماس كوبيرا وهي ترمز لمعاناة الخروج عن ثقافة القطيع

Entre la théorie et la réalité le pessimisme gagne la mise.

Le Liban vit comme un malade atteint d’un « paranoïa ». Nous voyons de fausses rationalités qui s’installent, et nos « responsables » passent leur temps à nier le réel. Théoriquement pour s’en sortir de ce genre de situation qui offre en elle même des éléments accélérateurs de conscience, les forces « vives » devraient s’en saisir pour se réunir, faire bloc et concrétiser des projets qui nourrissent un nouveau idéal permettant la reconstruction de la société alternative à venir. Si des telles initiatives ne sont pas faites, l’ancien modèle reprendra en mains les choses au bout de la crise.

En réalité, les forces « vives » existantes sont divisées et n’ont pas la même vision sur le Liban à venir.

Or nous savons que le retour à la rationalité se fait souvent par un choc brutal. Pourrions-nous espérer que l’effondrement inévitable du système ne soit pas sanglant?

Nous sommes en droit de craindre le pire. Car au blocage de facteurs internes s’ajoutent les ingrédients des conflits régionaux en ébullition.
01 décembre 2021

« لما نويت عالسفر طفيت قناديلي »

أحلامي الوردية ذهبت أدراج الرياح، أنا العائد بعد نحو نصف قرن هجرة ولم يكن يحمل سوى شوقه لمعانقة هواء قريته. أحدهم تجرأ على القول لي « لا مكان لك هنا يا هذا »؟ حكم علي بطرد نفسي من مكان كنت أعتبره ملاذي الأخير. أسقط ببرهة أوهاماً عاشت في داخلي لسنوات. كان ذلك في تلك الساعة من مغيب الشمس حين تشهد ألواناً خافتة. فأتت لحظة قرار صعب قضى أن أعتبر أحلامي مجرد أوهام.

وتدافعت الهموم في خاطري. عليّ إذن التخلي عن أشيائي واختصارها بحقيبة أو حقيبتين، فلا مجال لحساب الخسارات المادية، والأهم هو تقصير مدة المعاناة وقلب المعادلة بسرعة. أي أن أطبّق ما أنصح به الناس عند المصائب.

وهكذا بدأت رحلة شفاء من الحنين المرضي لوطنيةٍ استحالت بغمضة عين وطنية زائفة. فاتسعت دوائر الرؤيا لتكشح ظلال الأسئلة الكثيفة والثقيلة. صرت أرى كم هي معقّدة نفسيات من كنت أعتقد أني قريب منهم. باتت عوراتهم مكشوفة وشكاويهم محدودة القيمة.

ومن أعماق ظلمة تلك الليلة استفاق ذهني. لا تدع نفسك في مهب رياح الذكريات. عليك ترك الحزن على القرف الذي ينتشر كالوباء. وطنك القديم يتلاشى وتتناسل فيه النعرات الفئوية ويرعى على جنباته الفساد الذي يغذي نزعة الفرداوية المنفوخة أصلاً لدى أبنائه.

أنت الآن تخرج من المستنقع وتذهب إلى البعيد. نحو عزلة كهولة واغتراب. لا عليك، فأنت متعود على وقفات المسائلة مع الذات، ولقد أختبرت النضال في ماضيك الطويل ودفعت مسبقاً الأثمان لكي تحافظ على صدقية لن تهتز على أي حال بمزحة تهديد مبطن وعابر. وستجد أرضك الأصلية شباباً يحمونها من اللعنات ويطلقون فيها المستقبل الواعد. أما أنت وبعد أن دارت الأيام، اذهب لمداراة جسدك السقيم.
09 décembre 2021

لقد حان الوقت لمعالجة العطب البنيوي في النظام السياسي وأية تسوية عرجاء تعيدنا الى تأبيد الصراعات المذهبية. لهذا وبعد عودة الحياة الدستورية والشروع في تشكيل حكومة على قاعدة المحاصصة الفئوية… من المفيد استذكار روحية اتفاق الطائف وقد بات دستوراً قائماً. وقد يمكن اختصارها بعنوان: تخطي الطوائفية. والتعاطي يوماً ما، مع اللبنانيين كمواطنين في دولة، لا كرعايا طوائف ومذاهب. فجوهر الدستور: بناء محطة مؤقتة للمشاركة بين الطوائف، تحكم البلد وتحضّر الإنتقال الى المواطنية عبر انشاء الهيئة العليا لتلغى الطائفية تدريجياً، ولتجرى إنتخابات نيابية خارج القيد الطائفي لتمثيل المواطنين، واستحداث مجلس للشيوخ لتمثيل الطوائف.

الفرصة سانحة، لأن مفاصل النظام المافيوي مكربجة، ومصالح أطرافه ورعاته متضاربة. ولا حلول خارج المساواة بين اللبنانيين. ولعل حكومة أقطاب موسعة، تُسهل القرار والتنفيذ. ونعلم ، أن قدرة الزعماء على الإفتاء الدستوري مشهود لها. والمفهوم أن ننطلق من الدستور المنبثق عن الطائف، ونفرض إقراراً متزامناً لقانون انتخابي لمجلسَي النواب والشيوخ، ولتوزيع الصلاحيات بما يطمئن المواطنين الأفراد والطوائف. وقد يكون القانون الأرثوذكسي صالحاً لإنتخاب شيوخ يمثلون الطوائف والمذاهب. ويكون قانون جديد خارج القيد الطائفي لمجلس النواب يلحظ النسبية ضمن الدوائر الموسعة لتعزيز منطق الإعتدال ولتمثيل أقرب الى الصحيح.
08 décembre 2016

لا اريد ان احتفل لمجرد الاحتفال ، ونحن شعب لم نستحق الاستقلال بعد.

لا أريد الاحتفال بالعقم السياسي لنظام التحاصص..ولا إستقلال ونحن في نظام طائفي وفي دواخلنا كراهية الآخر، وحولنا حروب تستدعي التحيز بالشحن والدم.

هل اللبنانيون موحدون ؟

وهل ينظرون بنفس العين لقضايا مثل الإختلاط السكاني مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين وحماية الحدود ..وأي حدود؟

وأي ثقافة جامعة يبنونها لمستقبل مستقل بحق.
22 novembre 2021

اختصار حر

لبعض ما ذكره جبران خليل جبران عن الحب (كتاب العواصف).

ما هذا الذي ندعوه حباً؟ « أخبروني ما هذا السر الخفي الكامن خلف الدهور… ». حمله التساؤل على استقصاء (تقويل) أراء الناس العابرين أمام باب الهيكل عن خفايا الحب ومزاياه . الكهل قال له: « الحب ضعف فطري ورثناه عن الإنسان الأول ». وفتى قوي الجسم قال: « الحب عزمٌ يلازم كياننا ويصل حاضرنا بماضي الأجيال ومستقبلها ». وامرأة كئيبة العينين وصفت الحب بالسم القاتل. وامرأة مورّدة الوجنتين قالت أنه كوثر تسكبه عرائس الفجر. ورجل ذو وجه صبيح قال: « الحب معرفة علوية تنير بصائرنا فنرى الأشياء كما يراها الآلهة ». وأعمى رآه كضباب كثيف… وشاب يحمل قيثارة قال منغماً: « الحب شعاع سحري ينبثق من أعماق الذات الحسّاسة وينير جنباتها فترى العالم موكباً سائراً في مروج خضراء والحياة حلماً جميلاً منتصباً بين اليقظة واليقظة». وطفل ابن خمس هتف قائلاً: « الحب أبي والحب أمي، ولا يعرف الحب سوى أبي وأمي ». ولما جاء المساء سمع صوتاً أتياً من داخل الهيكل يقول: « الحياة نصفان نصف متجلّد ونصف ملتهب فالحب هو النصف الملتهب ». فسجد مصلياً يقول: « اجعلني يا رب طعاماً للّهيب، اجعلني أيها الإله مأكلاً للنار المقدّسة. آمين. »
13 novembre 2021

البرّية

جيلي قارب غربته في الوطن وفي المهجر على أنها مؤقتة واكتشف متأخراً السراب. عرف لبنان « الجميل » وهو يتوجّع الآن أمام الاحتضار الكبير. فشل بالامس وها هو عاجزُ اليوم. فيا أيتها الأجيال الشبابية، أغيثوا الوطن. ولن ننهض بدون تعريف موحّد للوطنية. المواطنية هي الأسم الطبيعي والحقيقي للعيش الواحد المخلّص. ولا مواطنية بوجود العنصرية في النفوس. فلنحاربها أولاً في دواخلنا ومن حولنا. ونقف ضد من يثير النعرات الطائفية في أقواله وكتاباته. فالجميع يحتاج لدولة تحمي من أطماع الأعداء وتؤمن كرامة عيش واحد كريم.
30 octobre 2021

وكنت قد كاتبت صديقاً ووصفت له حالي بعد سنوات من التغرّب: « أخذوا لي الكنز » وما زالوا « يسرقونني » . (بالإذن من آل الرحباني). وقد بتّ أتشفّع بنظرية التهجين.. غير أن الحقيقة المرة واجهتني بقساوتها: لست من « هنا » ولن تصير من « هناك ». أنت في الوسط الغامض حيث الحيرة لا تنضب.
26 octobre 2015

كأني عشت زماني في كذبة متمادية. انتظرت في مداه برقاً وأضواء. أحصيتُ اسباب هجراتي وقلت لنفسي: يا انسان، لا نفع للندم على ما مضى. فالبلاد لم تعد بلاد، والنساء اللواتي أحببت سكننا النسيان.
18 septembre 2021

كأني عشت زماني في كذبة متمادية. انتظرت في مداه برقاً وأضواء. أحصيتُ اسباب هجراتي وقلت لنفسي: يا انسان، لا نفع للندم على ما مضى. فالبلاد لم تعد بلاد، والنساء اللواتي أحببت سكننا النسيان.

26 août 2021

فكأنما لك موطنٌ ضيعته خلف الكواكب في الزمان الأبعدِ

عندما قرأت هذا القول لإيليا ابو ماضي دبّ فيّ الحنين الى زمنٍ مَنحني فيه وطني مسرات لا تُحصى. زمن طفولة عشتُ فيها راحة لم تقلقها الأسئلة الوجودية، والآن بعد أن سكن وطني الضياع وحلّ بأبنائه الشلل.. أنىَّ حلّوا.. وصاروا بقايا ما كانوا، لم يبق لي الا ذكرى وطن تلاشى..
22 août 2018

أعاد أليّ الفايسبوك قول جحا : كلّ يا كمّي، فذكرني بمحاولتي في بوست سابق إعداد لائحة بالقيّم التي تُفهم بالمقلوب في لبنان. عن كيف يقول اللبناني عن اللآدمي « هبيلة » ، وعن الأزعر « شاطر »، والمثقف المفكر « مفلسف » ، والنظيف « مسرسب » , وأن منّ هو دقيق في سلوكه « نيقا »، والمدمن على السهر « عييّش » , والغني « ابن عيلة »، والذي يخاف ربه « بسيط »، والوقح بأنه صاحب « شخصية قوية »، والانتهازي الفاسد بأنه « حربوق »… واللائحة تطول.

يعرض المجتمع اللبناني كل أنواع الانفصامات البشرية ولكن بشكل فاقع كما تفضحه أحوالنا في التعايش مع الجوانب البشعة من وجوهنا، لدرجة استعصى علاجها على علماء النفس والاجتماع. ولا زالت ثقافة اللبناني إحتفالية ولا يزال واحدنا يسترسل في انانيته ويعتقد نفسه ناجح وموهوب بينما يثبت يومياً ضعف حسه الوطني.

قد ينفع هذا الكلام لكي نوجه سهام النقد الى الذات. وقد يرتقي ذلك الى مرتبة الواجب الوطني.
08 juillet 2021

رد جحا على مرض الغلو في الإهتمام بالمظاهر الخارجية الذي يصيب اللبنانيين:

كان جحا مدعوآ في وليمة، وذهب اليهم وكانت ثيابه مقطّعة فلم يعيروه اهتماماً، فعاد الى منزله ولبس ثيابا حسنة وأتى الوليمة، فتلقوه وأكرموه وأعظموه وأجلسوه في صدر المجلس فلما حضرت المائدة ارخى كمه عليها وقال: كلي يا كمّي. تعجب الحاضرون. فبادرهم جحا بالقول ان اعتباركم كان لكمي ولهندامي وليس لي، فهو احق بالأكل مني.
08 juillet 2018

L’image d’Israël change aux yeux même de ses inconditionnels. Israël installe un apartheid au nom du judaïsme. Le pouvoir en place a cherché une légitimité dans des orientations religieuses extrémistes.

La nature coloniale est sous les projecteurs en ce moment, le sionisme n’est plus ce qu’il était. Les colons sont quasiment aux commandes dans l’armée de métier, les corps d’élite.

La réalité dans la société israélienne d’aujourd’hui, est qu’elle est composée à 20% de citoyens palestiniens d’Israël, de chrétiens russes et d’un nombre incalculable d’ouvriers asiatiques sans papiers. Et on trouve des citoyens qui savent que la vraie sécurité réside dans le bon voisinage non plus avec la colonisation et l’édification des murs. Mais on trouve aussi, 700 000 colons qui ne rêvent que de faire un nouveau exode comme en1948, un rêve suicidaire pour tout le monde.

Toutes fois la cause palestinienne revient au centre des débats intellectuels et elle change les priorités politiques de tous les acteurs sur la scène proche orientale.
21 mai 2021

Fragment d’une note de lecture se rapportant à la paix impossible avec le projet sioniste:

Il faut presque admettre que les Israéliens ne peuvent pas faire la paix car ils ont la conviction que l’annexion des territoires est légitime. Ils ont peur que la solution de deux Etats ne provoque une guerre civile avec les colons.

Le célèbre historien israélien, membre de l’académie des sciences et des lettres, Zeev Strenhell a publié en 2018 dans Haaretz une tribune libre qui a suscité un grand débat: « Nous ne voyons pas seulement un fascisme israélien grandissant, mais un racisme semblable au nazisme à ses débuts. » Il y affirme aussi que « l’occupation et l’apartheid dans les territoires occupés provoquent une dévastation morale ».

Cet historien a démonté « la schizophrénie nationale » qui caractérise la société israélienne. Selon lui, les Israéliens refoulent les problèmes politiques pour les placer sur un plan sécuritaire. Ils ont appris à vivre avec leurs craintes. « Ils se réfugient dans un repli identitaire de plus en plus marqué. Le monde entier peut protester, ils sont convaincus qu’ils ont raison ». Il avait constaté quelques années plutôt: « Il y a désormais une droite excessive, fasciste qui prend racine dans le pays et ce qui est inquiétant est que cette tendance se manifeste surtout chez les jeunes ».
19 mai 2021


لناس كلّا ممقوتة وغضبانة وأنا كمان خجلان من القيّمين على أمر البلاد. اريد فقط دعوة الجميع لعدم تضييع الوقت في تصويب الاتهامات على الآخرين، لأن جلودهم متمسحة. فلينظر كل امرئ الى نفسه ما فعلت والى المحيطين به ، وليتمعّن في مواقفه وسلوكياته وتعاطيه المتواطئ مع الفاسدين وفي مدى انضوائه تحت خيمة طائفته. وأقول لمن لا زال يتأمل بتغييرٍ سيأتيه عبر هذا الزعيم او ذاك: انت غبي وما بتستاهل الّا اللي صايبك.
28 septembre 2020

ص منقول)

اشترى رجل حمارا لأول مرة في حياته ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته، وصار الرجل يدلل الحمار ويريه مساكن قبيلته وعشيرته من فوق السطح، حتى يتعرف على الطرق، ولا يضيع حين يعود للبيت وحده.

وعند مغيب الشمس أراد الرجل أن ينزل الحمار من السطح لإدخاله الإسطبل، فحزن الحمار ولم يقبل النزول، فالحمار أعجبه السطح وقرر أن يبقى فوقه.توسل للحمار مرات عديدة، وحاول سحبه بالقوة أكثر من مرة، أبدا لم يقبل الحمار النزول..

لكن الحمار دق رجله بين أعمدة السطح، وصار يرفس وينهق في وجه صاحبه. البيت كله صار يهتز، والسقف الخشبي المتآكل للبيت العتيق أصبح عاجزا عن تحمل حركات ورفسات الحمار. فنزل الرجل بسرعة ليخلي زوجته وأولاده خارج المنزل، وخلال دقائق، انهار السقف بجدران البيت ومات الحمار.

فوقف صاحبنا عند رأس حماره الميت وهو مضرج بدمائه.. وقال:

والله الغلط ليس منك، لان مكانك تحت، وأنا رفعتك للسطح..

الخلاصة

من الصعب إنزال الحمير الذين تم إيصالهم لمكان غير مكانهم الحقيقي… فالحمير كثرت على أسطحنا، حتى تزعزعت دعامات أمة ووطن، فهل من معجزة لإنزالها؟

«  » لأن من يصعد السطح منهم، لا يقبل أن ينزل قبل أن يهدم البيت.
17 septembre 2020

فكأنما لك موطنٌ ضيعته خلف الكواكب في الزمان الأبعدِ

عندما قرأت هذا القول لإيليا ابو ماضي دبّ فيّ الحنين الى زمنٍ مَنحني فيه وطني مسرات لا تُحصى. زمن طفولة عشتُ فيها راحة لم تقلقها الأسئلة الوجودية، والآن بعد أن سكن وطني الضياع وحلّ بأبنائه الشلل.. أنىَّ حلّوا.. وصاروا بقايا ما كانوا، لم يبق لي الا ذكرى وطن تلاشى…
22 août 2018

arArabic