كيف تتدخل الثقافات في قولبة الأجساد
على مدى التاريخ، انشغل بال القبائل والشعوب والاتنيات في التدخل لتعديل شكل الجسد، وأمعنوا في التمثيل بأعضائه
فيُروى أن قبائل هندية قديمة كانت تسطح رؤوس المواليد الجدد. وأن قبائل في الكونغو كانت تطوّل عظام الجمجمة بواسطة رباطات. كما تُظهر مجلات متخصصة تدخلاً في مطّ عنق الفتيات بعد السنة الخامسة بواسطة حلقات تطوّق الرقبة يجرى تكديسها مع النمو
وفي جزر البورما تحظى المرأة بحفلة زواج تتناسب مع طول رقبتها
وفي المجتمع الصيني ومنذ العصور القديمة، عملوا على تقزيم قسري للقدمين عبر إعاقة نموّها. وتحظى صاحبة القدم الصغيرة باحتفال زواجٍ مميّز
أما قبيلة الإيبانز الأسيوية فاهتمت بتطويل الأذن بواسطة ثقالات تزينية. وفي جنوب تشاد تسعى المرأة التشادية إلى تسطيح الشفاه بواسطة اسطونات خشبية. ولم يسلم والأنف واللسان من محاولات التعديل. وصل التمثيل، عند نساء قبيلة انداني في غينيا حدّ بتر إصبع بعد أن تفقد أحد أولادها. ورأينا صوراً عند قبائل التيفز في نيجيريا تظهر تعدياً على الأسنان بأن يحفّون بعضها عند النجارين أو يبتدعون لها أشكالاً مثلثة الأضلاع أو ينزعون سنّأً معينة كعلامة فارقة
وللافارقة معايير جمالية خاصة بهم مثل الشفاه الغليظة، واللون الأسود الغامق الذي يشير على صفاء العرق
بعض القبائل تفضّل حلق شعر الرأس تماماً لتبدو المرأة أكثر أنوثة وجاذبية. وتستخدم النساء الجدائل الإفريقية على أمل أن تزيدهن جمالاً. تسخر النساء التشاديات ولا يرضين بأزواج لا يظهرون تشطيبات تدلل على انتماءاتهم القبلية ومكانتها. فابناء قبائل البافيا في كاميرون يشبهون الرجل الخالي من التشطيب بالقرد أو بالخنزير. وترسم نساء الداهومي على أفخاذهن شبكة من التشطيبات. وفي موريتانيا ما زالت معيار الجمال ترتبط بالسمنة التي تُبرز مفاتن الجسم وتفاصيله. والسمنة ميزة تعزز حظوظ المرأة في العثور على زوج. وفي سبيل الحصول على جسد ممتلئ الأرداف، تحضّ العادات الاجتماعية على تناول غذاء دسم واستعمال أدوية فاتحة للشهية واتباع وصفات تقليدية عميقة الجذور في عادات القبيلة
وعلى نفس المنوال، تُجرى عمليات شرط للجلد لخلق نتوءات دائمة. وتُرسم عليه الاوشام. «فالجسم الذي لا رسم عليه هو جسم غبي» بحسب العالم الانتروبولوجي كلود ليفي ستراوس الذي أضاء على اعتبار هنود كادوفيو القاطنين في البرازيل، أن منّ يبقى «على الطبيعة» لا يتميّز عن غيره وتدنو أهميته