الجوع شعورٌ داخلي فطري يُنبأ بنقصٍ في الغذاء. يُعلن عن نفسه عبر إشارات نرفزة وتعب وصداع، بالإضافة إلى تقلصات معوية تصير مؤلمة بعد 12 الى 24 ساعة من آخر وجبة. ويدير الإحساس بالجوع غدّة تحت المهاد في الدماغ، وهي عبارة عن نواتين يقع في وسطهما مركز خاص بالشبع
ولعلمكم، يتحكّم بالجوع والشبع هرمون اللبتين وهرمون الغريلين. فعندما تفرغ المعدة تبدأ بفرز هرمون الغريلين وعندما يرتفع مستواه تتحفّز الشهية. بالمقابل، عندما تمتلئ المعدة فإنها تفرز هرمون اللبتين القاطع
للشهية. وتكفي عشرين دقيقة من بدء وجبة الطعام حتى ترسل المعدة اشارات الإمتلاء الى الدماغ تُنبئُه بالشبع
ويُجمع علماء التغذية على فوائد الشعور بالجوع لمدة قصيرة، لأنه يُنشّط المناعة في الجسم والعمليات الحيوية فيه، كأن يُخفض مستوى السكر في الدم و »التمثيل الغذائي » أو الأيض، ويُسرّع عمليات تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم
وتعتمد نظريات حديثة تهتم بمعالجة البدانة على برامج تضبط وجبات الطعام على وقع الشعور بالجوع. فيُنصح بأن نعيش على الفطرة بأن نأكل متى نجوع، وأن نصدَّ النفس عن الطعام قبل الشبع.
فلنتمهل إذن ونأخذ وقتنا في تناول الطعام ولنصغي إلى جوعنا وإلى قول الشاعر
وعادة الجوع فاعلم عصمةٌ وغنىً وقد تزيدكَ جوعاً عادة الشبع