كي لا نأكل بجهالة، يجدر بنا شحذ الوعيّ بما يخص الطعام وتركّيز الانتباه على سلوكياتنا الغذائية. ونسارع التأكيد، أن لا توجد خطة واحدة او وصفة تناسب الجميع. ففي هذا المجال، يصدق قول احمد شوقي
قل لمن يدّعي في العلم معرفةً عرفتَ شيئاً وغابت عنك أشياء
كيف تتطور ونطور عاداتنا الغذائية؟
الغذاء سلوك وثقافة. وعادتنا الغذائية تحتاج لاعادة نظر بحيث نُبعد الضًار منها ونقرّب النافع. يفترض ذلك أن نفكك عناصر سلوك غذائي محدد ونتبصّر في تعديله. وترتسم العادات الغذائية في الصِغر ويشتدُ عودها مع الأيام وعبر التجارب. وتستقر في هذه المسيرة عادات غذائية تكون نتيجة لتداخل العناصر الفيزيولوجية والبيوكيميائية، بالإضافة إلى عناصر نفسية واجتماعية
ٍويعلم مَن حاول يوماً تغيير عادة غذائية اعتبرها سيئة، صعوبات التغيير. وكم من مرّة عاند احباطه. لكن لا مستحيل، بدلالة أن المرء يعتمد على الدوام سلوكيات جديدة. المهم، أن نبدء بالخطوة الأولى وبعدها نتقدم خطوة فخطوة
فتغيير السلوك يتم بشكل تدريجي، وكل نجاح في خطوة من الخطوات يبني الثقة التي ستشجع على المزيد. فعملية اًبناء عادات جديدة تأخذ وقتاً ومثابرة، قبل أن تغدو عفوية مع الوقت. ويعود الى كل شخص وضع قواعده الخاصة في تنويع أصناف الطعام وترتيب وتيرة الوجبات. والعمل على ان تتحول عادات جديدة الى نمط حياتي كامل وجديد. فسلوكنا قابل للتعديل والتغيير. اذا ما انعقدت النيّة وحُسن التدبير مع الإرادة
دليلك في تغيير عادة غذائية لم تعد تناسب جسمك
تغيير عادة من عادات الأكل مهمة غير مستحيلة، لكنها تتطلب بعض الصبر والمثابرة
اِعلم أن لكل سلوك مقدمات تسبقُه وعواقب تتبعه. وأن علاج المقدمات هو في أساس الوقاية
إبدأ خطوة بخطوة. مثلاً ، امتنع عن شراء الآيس كريم وتكديسه في الثلاجة
اعتمد مبدأ خطوة واحدة في وقت واحد. فبدل من «الخروج عالريق» أو تناول وجبة خفيفة أو متأخرة في الصباح. خُذ وقتك في تناول وجبة كاملة. وتذكر، أن نجاحك في خطوة من خطوات التغيير، يبني ثقة تحفزك على الاستمرار. فالنجاحات الصغرى كافية لتصبح تلقائية مع الوقت
فإن كنت تشعر برغبة شديدة في تناول الشوكولا على سبيل المثال فاعلم أنها رغبة تستمر نحو 20 دقيقة على الأكثر، فيمكنك التركيز على شيء آخر، وإلهاء نفسك حتى تخفت الرغبة. اخرج للمشي أو تحدث مع صديق …بعض الرغبات في غير زمانها، عليك مواجهتها بشكل مباشر وردعها. فعندما تشعر برغبة شديدة أمام الكاتو بالكريما أو طعام لذيذ آخر، احسب كمّية السعرات الحرارية والدهون التي يحملها وأثر فائضها عليك.
إذا كنت تعوّدت لزمن طويل على وجبة عشاء ثقيلة وتريد تغيير ذلك والتعوّد على وجبة خفيفة ومبكرة، فبدلا من التوقف في كل أيام الأسبوع دفعة واحدة، توقف تدريجياً ليومين مثلاً، ومع الوقت امتنع لثلاثة، وهكذا… بهدف ترك الوقت الكافي لكي يتأقلم الجسم على اعادة توزيع الموارد االغذائية.