فُطر الإنسان على حب الجمال. هو قبل كل شيء حالة شعورية تنتاب المرء أثر نظرة او تأمل، فتمنح النفس الراحة والإيجابيّة. والجمال يؤشر لأساسيات الحياة مثل الصحة والخصوبة والسعادة
عرّف ابن سينا الجمال « أن يكون الشيء على ما يجب أن يكون »، ووصفه هيغل ب« الجنيّ الأنيس » الذي قال عنه كانط أنه « يُرضي الجميع بدون سابق تصميم ». ربط أفلاطون الجمال بالحُبِّ الإلهي، فكلما شاهد الإنسان جمالاً أرضياً تذكر جمال الله. واعتبره طاغور « توقيع الله »، لكن سقراط لم يأبه بالجمال الحسّي بقدر اهتمامه بجمال النّفس والأخلاق. وهو الذي اعتبر أن الجمال بلا فضيلة كالزهرة بلا عبير. أما الفلاسفة الماديين فرأوا أن الجمال ليس في عالم المُثل، بل هو محاكة للطبيعة وكائن فيها. تتعرّف عليه الحواس الخمس ويتبلور الشعور به من خلال التربية والتدريب. يلتقطه الذوق البشري ويتطور معه، فيرتبط باللذة الحسية، ويتسع لكل المتع. لذا يطرح سؤال ما هو الجمالي العديد من الإشكالات. وتكون الإجابة عليه محكومة بالنظر الى زواياه المتنوعة والتي لا تُحصى
يمكن القول أن نزوع الانسان نحو الجمالية أشبه بالنزوع الغريزي. فهو كائن يمتلك حساسية ذوقية حيال الأشياء التي حوله تجعله يستأنس أو ينفر، وتدفعه إلى انتاج رموز جمالية وإلى ابتداع دلالات ثقافية وفنون لكي تستوعب وجوه الوعي للجمال